
استجابه الدعاء مع بودكاست رفوف “ ليس بيننا وبين أمانينا إلا دعوة مستجابة ”
استجابه الدعاء مع بودكاست رفوف “ ليس بيننا وبين أمانينا إلا دعوة مستجابة ” لأن الدعاء أهم مظاهر العبودية والتواصل الروحي بين العبد وربه. لأنه ليس مجرد طلب للحاجات لكن يعبر عن الخضوع والتذلل والإيمان العميق بقدرة الله عز وجل. حيث أنه بسبب ذلك جاءت حلقة بودكاست رفوف بعنوان آداب ومسائل الدعاء ليس بيننا وبين أمانينا إلا دعوة مستجابة مع الشيخ حمد العتيق. لكي نفهم معنى الدعاء وموقعه في حياة المسلم وكيفية التعامل معه كعبادة قائمة على المعرفة والإخلاص واليقين.

“ ليس بيننا وبين أمانينا إلا دعوة مستجابة ” :
تناول الشيخ في بداية الحلقة المعنى الجوهري للدعاء بوصفه عبادة لا تنفصل عن الإيمان بل ترتبط به ارتباط وثيق. كما أنه يقوم بتوضيح أن الدعاء ليس وسيلة ضغط على القدر أو تغييره أو عدم الرضا بقضاء الله لكن هو إعلان افتقار واعتماد على الله. وأوضح أن كثير من الناس يتعاملون مع الدعاء بوصفه وسيلة مادية لتحقيق الأمنيات متناسين أن الدعاء في ذاته عبادة تثاب بغض النظر عن تحقق الطلب.
لذلك الدعاء يدخل ضمن الإطار التوحيدي الذي يربط القلب بخالقه ويؤسس لثقافة الارتباط الدائم بالله بعيدا عن النظرة النفعية المحدودة. كما استعرضت الحلقة مجموعة من الآداب الشرعية والروحية التي يجب أن يتحلى بها الداعي. وأهمها الابتعاد عن الرياء أو التجربة المصلحية في الدعاء مع تواجد بداخل قلبك اليقين بالإجابة من الله عزوجل. فكما قال النبي ﷺ: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”.

أبرز ما تم عرضه في تلك الحلقة :
ضرورة تحري أوقات الإجابة مثل السجود، الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة. وقبل الدعاء لابد من البدء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي ﷺ قبل الدعاء لما في ذلك من تهيئة روحية تقرب القلب من الإجابة مع ضرورة الالتزام بالأدب في الطلب فلا يتعجل العبد ولا يستعلي في دعائه. لكن يجب أن يظهر الافتقار واللين في الخطاب مع الله لأننا جميعا مفتقرين الي الله سبحانه وتعالي.
يبرز الشيخ أن هذه الآداب ليست شكليات لكنها وسائل تربوية تهذب النفس وتوجهها نحو التعلق بالله لا بالنتائج وهو بعد مهم في التربية الإيمانية والنفسية للمؤمن. وأيضا يقدم البودكاست رؤية عميقة للدعاء باعتباره أداة علاج روحي لكي يواجه الإنسان القلق والتقلبات الحياتية. وحين يدرك المؤمن أن استجابة الدعاء خاضعة لحكمة الله لا لرغباته يتولد لديه سلام داخلي وقبول بالقدر.
قام الشيخ بشرح أن الدعاء المستجاب ليس بالضرورة الذي يتحقق مضمونه المادي لكنه يغير حال القلب ويقرب العبد من الله والرضا بالقضاء والقدر أينما كان. ومن المسائل الفقهية التي يخطئ فيها الناس عند الدعاء رفع اليدين في غير مواضع مشروعة أو الاعتماد على الأدعية الجاهزة مما يفقد الدعاء جوهره القلبي. لذلك شدد الشيخ على التوازن بين الأدعية المأثورة والدعاء الصادق.
أقرأ أيضا : تأملات روحيه من بودكاست “ساعة ستغيّر فكرتك عن الصلاة”

أهم ما يفيدك من هذه الحلقة :
1. المداومة بشكل يومي على الدعاء في كل الأحوال لأنه لا يقتصر على أوقات الشدة. والالتزام بآداب الدعاء الشرعية مثل الإخلاص والبدء بالحمد والثناء على الله والصلاة على النبي ﷺ مع تحري أوقات الإجابة التي وردت في السنة النبوية.
2. تعميق مفهوم اليقين في الإجابة فالمؤمن الحق يدعو وهو موقن بأن الله يسمع دعاءه وأن الإجابة تأتي في الوقت والطريقة التي تقتضيها الحكمة الإلهية. ثم تجنب مظاهر العجلة واليأس إذ يجب على الداعي أن يتخلق بالصبر والثقة بوعد الله.
3. التحري في مصادر الرزق والمأكل والمشرب، لأن أكل الحرام من أعظم موانع استجابة الدعاء. كما نبه الشيخ في الحلقة مع الحرص على حضور القلب أثناء الدعاء فالنية الخالصة والتوجه الصادق أهم من كثرة الألفاظ أو تكرار الأدعية بدون تدبر.
4. لابد من تحقيق التوازن بين الأدعية المأثورة والدعاء الشخصي. فالله يحب أن يسمع صوت عبده وهو يناجيه بلغته الخاصة وبصدق مشاعره الداخلية. والاستفادة من الدعاء كوسيلة للتربية الروحية والنفسية لأنه يسهم في توليد الطمأنينة.
5. من الضروري معرفة كل ما يخص البعد التربوي للدعاء في حياة الأفراد عبر ربطه بالقيم الإيمانية كالتوكل والرضا بجميع أقدار الله سواء التي تعترض مع ما تريدة أو لا. ثم دوام حسن الظن بالله لأن كل ذلك عناصر جوهرية في بناء الشخصية المسلمة.