علاج الصدمة النفسية/ في عالم الصحة النفسية اليوم، تتزايد الحاجة إلى موارد علمية وعملية تساعد الأفراد على التعافي من الصدمات النفسية وإعادة بناء حياتهم.
كما يقدم فيديو يوتيوب بعنوان أهم مفهومين في علاج الصدمة: الهضم والتكيف شرحًا مختصرًا ومفيدًا عن مفهومين أساسيين في العلاج النفسي للصدمة، وهما الهضم Processing،
والتكيف Adjustment، مع تأكيد على أهمية تغيير التصديقات الأولية السلبي المرتبطة بالصدمة.
هذا المقال يستعرض محتوى الفيديو بالتفصيل، ويوضح المفاهيم الأساسية بشكل منظم، ليستفيد منه القراء والباحثون والمهتمون بالعلوم النفسية.
ما هي الصدمة النفسية ولماذا العلاج مهم:
الصدمة النفسية هي استجابة عاطفية قوية لحدث شديد التأثير، سواء كان حادثًا مفاجئًا، أو فقدًا لشخص عزيز، أو إساءة نفسية أو جسدية، أو أي تجربة تهدد السلامة النفسية.
كما يمكن أن تترك الصدمة تأثيرات طويلة المدى في التفكير، المشاعر، والسلوكيات، إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
العلاج النفسي للصدمة لا يقتصر على التخفيف من الأعراض فقط، بل يتضمن إعادة تأطير التجارب السلبية وتغيير التصديقات السلبية التي تؤدي إلى استمرار الألم النفسي.
كما يتطرق الفيديو الذي نناقشه إلى مفهومين أساسيين في هذا المجال: الهضم والتكيف.
مفهوم الهضم Processing في علاج الصدمات:
الهضم في السياق النفسي يشير إلى القدرة على استيعاب التجربة الصادمة ومعالجتها داخليًا بطريقة لا تبقى محبوسة في الذاكرة على شكل ألم مستمر. يشمل ذلك:
- التعرف على المشاعر المرتبطة بالصدمة.
- التفكير بها بطريقة واعية بدلًا من كبتها.
- تفكيك المعاني السلبية المتعلقة بالحادث.
الهضم يعني مواجهة التجربة بدلًا من تجنبها، وهذا أحد الأسس في علاجات مثل: العلاج السلوكي المعرفي CBT وعلاج التعرض التدريجي.
عندما يتم الهضم بشكل فعال، يصبح الفرد قادرًا على فهم ما حدث دون أن يستمر الألم في التحكم في حياتهم.
التكيف Adjustment كمهارة نفسية أساسية:
التكيف هو عملية التأقلم مع الواقع الجديد بعد الصدمة،
أي كيف يمكن للفرد أن يعيد تنظيم نظرته للحياة بعد أن كانت هناك فجوة بين ما كان يتوقعه وما حدث فعلاً.
وايضا التكيف لا يعني نسيان ما حدث، بل يعني التعايش معه بسلام وإعادة بناء الذات على أسس أكثر قوة ومرونة.
أهداف التكيف النفسي:
استعادة الإحساس بالأمان والثقة بالنفس.
تطوير آليات مواجهة جديدة تتناسب مع المتغيرات.
تحويل الألم إلى دافع للتعلم والنمو.
التكيف هو مستوى أعلى من مجرد التعايش؛ إنه مرحلـة من التطور النفسي بعد التأزم.
تصديقات سلبية كيف تؤثر على الشفاء:
يؤكد الفيديو على أن أحد أهم العقبات في علاج الصدمة هو التمسك بتصديقات أولية سلبية مثل:
الأقارب لا يخونون، هو تصديق سيء يجب تغييره.
فالتصديقات الأولية هي الأفكار السريعة التي تتكون فور وقوع الحدث الصادم، هذه التصديقات غالبًا ما تكون غير منطقية أو مبنية على خوف أو شعور بالذنب أو ظلم.
الأمثلة عليها:
- لم أكن قويًا بما يكفي.
- إذا كنت جيدًا، لما حدث هذا لي.
- كل الناس سيئون.
مثل هذه الأفكار تعيق الهضم والتكيف لأنها تبقي الفرد في حلقة عاطفية سلبية وتؤدي إلى استمرار القلق والاكتئاب والأعراض الجسدية المرتبطة بالصدمة.
كيف نغير التصديقات السلبية:
التحقق من الواقعية:
أول خطوة هي سؤال النفسك هل هذا التصديق مبني على دليل حقيقي؟، أم هو مجرد استنتاج مؤلم؟
على سبيل المثال: التصديق كل الناس يخذلونني غالبًا لا يعكس الواقع، لكن الفرد قد يشعر به بسبب حدث مؤلم واحد.
استخدام تقنيات العلاج المعرفي:
في هذا الإطار، يقوم المعالج النفسي بتطبيق أساليب مثل: تسجيل الأفكار السلبية ومراجعتها،
والتعرض التدريجي للذكريات الصادمة في بيئة آمنة، وايضا تعزيز الأفكار الإيجابية والداعمة.
هذه الأساليب، عندما تستخدم بشكل مستمر، تسهم في تفكيك التصديقات القديمة واستبدالها بأخرى تعزز النمو النفسي.
أقرأ ايضا/ الصحة القلبية – أهم النصائح للحفاظ على صحة قلبك مدى الحياة
أهمية الدعم المهني والاجتماعي:
العلاج النفسي لا يتم بالجهد الفردي وحده؛ فالدعم من:
- المعالجين المختصين.
- العائلة والأصدقاء.
- المجتمعات الداعمة.
يساهم بشكل كبير في تسريع عملية الهضم والتكيف، كما يوفر الدعم بيئة آمنة للفرد للتعبير عن مشاعره وتلقي التوجيه الصحيح.
نحو شفاء واقعي ومستداك إن العلاج الفعال للصدمة لا يقتصر على إخفاء الأعراض، بل يتطلب:
- فهم عميق للهضم والتكيف.
- تحدي التصديقات السلبية.
- إعادة بناء صورة ذات إيجابية.
- الاستفادة من الدعم المهني والاجتماعي.