من فينا لا يعرف مصطفى محمود، الكاتب والفيلسوف الكبير صاحب برنامج العلم والإيمان
الذى أستمر عرضه على شاشات التلفزيون لمدة 28 سنة متواصلين
وإن كنت لا تعرف من هو مصطفى محمود، لا تقلق
ففى هذا المقال سوف نتحدث عن هذا الدكتور والكاتب والفيلسوف الكبير
وايضا سوف نتطرق إلى أهم الكتب التى قام بكتابتها.
من هو دكتور مصطفى محمود:
اسمه بالكامل هو مصطفى محمود حسين آل محفوظ،من الأشراف وينتهى نسبه إلى على زين العابدين.
فهو فيلسوف وطبيب وكاتب مصرى، ولد بالمنوفية فى مصر، يوم 27 ديسمبر عام 1921، درس فى الطب وتخرج عام 1953، وتخصص فى الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.
ألف 89 كتاب منها الكتب العلمية، والدينية، والفلسفية، والاجتماعية، والسياسية، إضافة إلى الحكايات وقصص الرحلات، ويتميز اسلوب دكتور مصطفى محمود بالجاذبية مع العمق والبساطة.
سكن وعاش دكتور مصطفى محمود بجوار مسجد المحطة الشهير الذى يعد أحد مزارات الصوفية فى مصر، مما ترك أثره الواضح على أفكاره وتوجيهاته.
بدأ حياته متفوقا فى الدراسة وفى منزل والده أنشأ معملا صغيرا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات ثم يقوم بتشريحها.
وحين التحق بكليه الطب اشتهر بالمشرحجى نظرا لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى، طاروا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.
أنشأ عام 1979 مسجده بالقاهرة، والمعروف بإسم مسجد مصطفى محمود، والاسم الصحيح للمسجد هو محمود وهو إسم والده.
يتبع للمسجد ثلاثة مراكز طبية، تهتم بعلاج ذوى الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطيبة، كما إنه شكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبا .
ويضم المركز أربعة مراصد فلكية ومتحفا للجيولوجيا يقوم عليه أساتذة متخصصون.
ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجيرانيتية، والفراش المحنطة بأشكالها المتنوعة، وبعض الكائنات البحرية.
برنامج العلم والإيمان:
قدم الراحل دكتور مصطفى محمود برنامج العلم والإيمان فى التليفزيون المصرى وكان يهدف إلى تناول العلم على الأسس الايمانية.
البرنامج وصل إلى درجة كبيرة من الشهرة، قد أمتد خلالها 400 حلقة.
كان الهدف الرئيسى للبرنامج هو المزج بين عجائب وغرائب هذا الكون وبين الإيمان بوجود الله، وقدرته على تغيير الأشياء والتأمل فى قدرته.
وقد تناول دكتور مصطفى محمود العديد من المواضيع التى تجعل الأنسان يقف متحيرا أمام الغرائب والعجائب التى تناولها.
أفضل 5 كتب للدكتور مصطفى محمود:
1- كتاب رحلتى من الشك إلى الإيمان:
وهو كتاب فكرة ألفه مصطفى محمود عام 1970، يعرض الكتاب العديد من المواضيع والتساؤلات الفكرية والمتعلقة بخلق الإنسان، والجسد والعقل.
ويتحدث الكتاب بشكل تفصيلى عن رحلة مصطفى محمود الطويلة من الشك وصلا إلى الإيمان.
حمل الكتاب من هنا.
2-الشيطان يحكم:
بعوضة تافهة تضع بيضها على الماء فتكتشف حينما تنظر أن كل بيضة لها كيسان للطفو من علم البعوضة قوانين ارشميدس لصنع هذة الأكياس الهوائية لتعويم بيضها على الماء؟ من علم النحل قوانين العمارة لتبنى هذة البيوت السداسية الدقيقة والجميلة من الشمع بدون آلات حاسبة وبدون مسطرة؟
أسئلة يجيب عنها الدكتور مصطفى محمود فى كتابة الشيطان يحكم.
حمل الكتاب من هنا .
3-كتاب حوار مع صديقى الملحد:
صدر سنة 1986، يرد فيه على أسئلة الملحدين عن الدين الإسلامي، وعن تساؤلات مادية قد يطرحها العقل البشرى فى فترة ما، الكتاب
يصف محاور فكرية بين الدكتور مصطفى محمود وصديق خيالى ملحد، يطرح الأسئلة الإلحادية المعروفه مثل: هل الله موجود؟، ويقوم مصطفى محمود بالإجابة العلمية بشكل منطقة على العديد من هذة الاسئلة.
حمل الكتاب من هنا.
4-كتاب أينيشتين والنسبية:
فى هذا الكتاب يحاول بأسلوبه المعروف بالسهولة والمنطقية الشديدة فى فهم النظرية النسبية للعالم الفيزيائى ألبرت أينيشتين بحيث تناسب فهم وإدارك عامة الناس.
حمل الكتاب من هنا.
5- كتاب الإسلام هو؟
هذا الكتاب يخاطب عقلك وروحك، وسواء كنت مسلما أم لا فأنت بحاجة لقرائته؛ كى تفهم ما هو الإسلام صدقت، ولتعرف إجابات العديد من الأسئلة منها لماذا نصلى؟، ولتعرف ما هى علاقتنا الروحية بالسماء؟.
حمل الكتاب من هنا.
رحلة مصطفى محمود من الشك إلى اليقين:
فى أوائل القرن الفائت كان يتناول عدد من الشخصيات الفكرية مسألة الإلحاد تلك الفترة التى ظهر فيها مقال لماذا أنا ملحد؟ لاسماعيل أدهم.
وأصدر طه حسين كتابه فى الشعر الجاهلى، وخاض نجيب محفوظ أولى تجارب المعاناة الدينية والظمأ الروحى.
لقد كان مصطفى محمود فى ذلك الوقت بعيدا عن الأضواء، لكنه لم يكن بعيدا عن الموجة السائدة فى وقته
تلك الموجة التى أدت به إلى أن يدخل فى مراهقة عمره التى لا تزال تثير الجدل حتى الآن.
قضى ثلاثين عاما من المعاناة والشك، والنفى، والاثبات ثلاثون عاما من البحث عن الله سبحانه وتعالى
قرأ وقتها عن البوذية، والإبراهيمية، والرزداشتية ومارس تصوف الهندوس
القائم على وحدة الوجود حيث الخالق هو المخلوق والرب هو الكون فى حد ذاته، وهو الطاقه الباطنة فى جميع المخلوقات.
الثابت أنه فى فتره شكه لم يلد فهو لم ينفى وجود الله بشمل مطلق، ولكنه كان عاجزا عن إدراكه، وايضا كان عاجزا عن التعرف على التصور الصحيح لله.
لاشك أن هذة التجربة صورته بقوة وصنعت مته مفكرا، دينيا خلاقا، ثم لم يكن أول من دخل فى هذة التجربة فعلها حجة الأسلام أبو حامد الغزالى.
تلك المحنة الروحية التى يمر بها كل مفكر باحث عن الحقيقة
لذلك إن كان الغزالى ظل فى محنته 6 أشهر فإن دكتور مصطفى محمود قضى فيها ثلاثين عاما.
ثلاثون عاما أنهاها بأروع كتبه وأعمقها، منها حوار مع صديقى الملحد، رحلتى من الشك إلى الإيمان ، التوراة، لغز الموت، لغز الحياة وغيرها من الكتب شديدة العمق فى هذة المنطقة الشائعة.
أعتمد دكتور مصطفى محمود على الفطرة حيث الله فطرة قى كل بشرى وبديهة لا تنكر
لذلك يقترب فى تلك النظرية كثيرا من نظرية الوعى الكونى للعقاد.
الأزمات الفكرية التى تعرض لها:
تعرض دكتور مصطفى محمود لأزمات فكرية كثيرة كان أولها عندما قدم للمحاكمة بسبب كتابة الله والإنسان
وطلب عبد الناصر بنفسه تقديمه للمحاكمه بناءا على طلب الأزهر باعتبارها قضية كفر.
إلا أن المحكمة أكتفت بمصادرة الكتاب بعد ذلك أبلغه الرئيس السادات أنه معجب بالكتاب وقرر طبعة مرة واحدة آخرى.
كان صديقا شخصيا للرئيس السادات وعندما عرض السادات الوزارة عليه قائلا: “أتا فشلت فى إدارة أصغر مؤسسة وهى الأسرة فأنا مطلق فكيف بى أنا أدير وزارة كاملة”.
الأزمة الشهيرة أزمة كتاب الشفاعة أى شفاعة رسول الإسلام محمد فى إخراج العصاه من المسلمين من النار وإدخالهم الجنة
عندما قال: إن الشفاعة الحقيقة غير التى يروج لها علماء الحديث وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبة بنوع من الواسطة والإتكالية على شفاعة النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
وعدم العمل والإجتهاد أو أنها تعنى تغيير لحكم الله فى هؤلاء المذنبون وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه.
هوجم الرجل بألسنة حادة وصدر 14 كتاب للرد عليه، واتهموه بأنه مجرد طبيب لا علاقة له بالعلم الدينى .
وفى لحظة حولوه إلى مارق وخارج هن القطيع حاول أن ينتصر لفكره ويصمد أمام التيار الذى يريد رأسه إلا أنه هزم فى النهاية.
تقريبا لم يتعامل مع الموضوع بحيادية إلا فضيلة الدكتور نصر فريد عندما قال الدكتور مصطفى محمود رجل علم وفضل ومشهود له بالفصاحة والفهم وسعة الإطلاع، والغيرة على الإسلام فما أكثر المواقف التى أشهر قلمه فيها للدفاع عن الإسلام والمسلمين، والذود عن حياض الدين.
كانت محنة شديدة أدت به إلى أن يعتزل الكتابة إلا قليلا وينقطع عن الناس حتى أصابته جلطة وفى عام 2003 أصبح يعيش منعزلا وحيدا .
حياة دكتور مصطفى محمود الزوجية:
تزوج عام 1961 وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973 ورزق بولدين هما أمل وأدهم، وتزوج ثانية عام 1983 من السيدة زينب حمدى وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987.
أقرأ ايضا/ أفضل 10 بوتات تليجرام مفيدة ومجانية 2023
وفاة دكتور مصطفى محمود:
توفى الدكتور مصطفى محمود فى الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر 2009 الموافق 12 ذو القعدة 1430هجريا.
بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عاما وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسين، ولم يزره اى من المشاهير أو المسؤولين، ولم تتحدث عنه وسائل الإعلام إلا قليل؛ مما أدى إلى إحباط أسرته.
وفى النهاية فقد رحل عنا دكتور ومفكر وفيلسوف وكاتب لن تعوضه الأيام، رحمه الله واسكنه فسيح جناته اللهم امين.
انضم إلى قناتنا على التليجرام للتعرف على كل ما هو مفيد وجديد من هنا
Comments are closed.