تلعب مهارات التواصل دوراً فعالاً في حياة الإنسان سواء الشخصية أو العملية، كما أنها تؤثر على علاقته مع الآخرين، إذ أن الإنسان إجتماعي بطبعه ولا يستطيع أن يعيش بمفرده في هذه الحياة.
لذلك أصبح تطوير مهارات التواصل أمراً ضرورياً وليس رفاهية كما يعتقد البعض، وعملية التواصل الفعال عبارة عن سلسلة متكاملة ومترابطة من المهارات الأخرى التي تساعد على تكوين حوار مثمر وتواصل فعال بين أطراف الحديث.
وفي مقال اليوم سوف نسلط الضوء على أنواع التواصل مع الآخرين وأهمية التواصل الفعال وتأثيره على حياة الشخص والمهارات التي يعتمد عليها التواصل الفعال من ثم نتعلم كيف نطور هذه المهارات بطريقة سهلة.
أنواع مهارات التواصل مع الآخرين
سابقاً كان التواصل يقتصر على المراسلة والمحادثات المباشرة، ولكن مع التقدم التكنولوجي ظهرت أنواع أخرى للتواصل ومنها:-
1. التواصل اللفظي
ويشمل المحادثات المباشرة وجهاً لوجه مع بين المتحدثين، أو المحاثات الشفهية عبر الهاتف و وسائل الاتصال المختلفة، وهو أكثر الأنواع استخداماً في حياتنا اليومية.
2. التواصل غير اللفظي
يتمثل في استخدام الايماءات المختلفة دون الحديث واستخدام لغة الجسد مثل تعبيرات الوجه أو الإشارة بالأيدي للتعبير عن فكرة أو الرد على حديث الطرف الآخر.
3. التواصل الكتابي
ويتمثل في المراسلات والمحادثات التي يتم كتابتها دون النطق بالكلام، مثال ذلك: الخطابات، البرقيات، وكذلك المحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الماسنجر والواتس أب وغيرها.
4. التواصل بالتجسيم
يعتمد على استخدام المجسمات والصور في توصيل المعلومات والأفكار بطريقة واضحة وسهلة، وهذا النوع أكثر استخداماً مع الأطفال لتوصيل المعومات بشكل مبسط يستطيع الطفل فهمه واستيعابه بسهولة.
لماذا نتعلم مهارات التواصل والاتصال مع الآخرين؟
أصبح تعلم مهارات التواصل أمراً ضرورياً ومن أهمية هذه المهارات ما يلي:-
- تساعدك على الوصول إلى النجاح في حياتك العلمية والعملية بشكل سريع.
- كما تساعد على المرونة وسهولة التعامل مع الآخرين وتوصيل الأفكار المتنوعة.
- تعزز القدرة على استيعاب وإدراك الأمور المعقدة مما يساهم ذلك في تميزك بين الأخرين.
- تساعدك أيضا على تعزيز الثقة بالنفس من خلاك قدرتك على التعامل مع الآخرين بمختلف أفكارهم.
- تساعدك هذه المهارات في تقبل الآراء المختلفة واحترام الاختلاف بين الناس وأيضا تساعدك في تقبل النقد البناء.
- تجعلك هذه المهارات شخصاً أكثر إيجابية وقادر على التحكم في انفعالاتك وردود أفعالك في حالات الضغط والتوتر.
- كما تساهم مهارات التواصل الناجحة في تعزيز قدرة الشخص على حل المشكلات وإدراة الأزمات المختلفة التي تواجهه في حياته.
- وتساعد أيضا في عمليات التخطيط الجيد من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف والنجاح المطلوب سواء بالحياة العلمية أو العملية.
أشهر مهارات التواصل الفعال
الاستماع الفعال
يعد الاستماع الفعال من أهم مهارات التواصل الفعال بين الآخرين، ويقصد به الانتباه الجيد والإنصات لما يقوله المتحدث وتجنب المشتتات التي تفقد تركيزك معه واستخدام التواصل البصري والايماءات، مما يجعل المتحدث يشعر باهتمامك واحترامك له ويجعله مستمراً في حديثه.
اللطف في التعامل
ويقصد باللطف هنا جميع السلوكيات الإيجابية والجميلة التي تقوم بها مع الآخرين، مثال ذلك أن تسأل زميلك عن حاله، أن تبتسم في وجه الآخرين، أن تمدح من يقوم بعمل جيد، أن تشجع الآخرين في بيئك المحيطة، أن تكون مهذباً في حديثك، وأن تعامل الآخرين بطريقة ودية دون تعالي وتكبر.
الثقة بالنفس
يميل الكثير من الناس إلى التعامل مع الأشخاص الذين يمتلكون ثقة عالية بأنفسهم وينجذبون كثيراً إلى أفكارهم حتى وإن كانت غير إبداعية فهم لديهم طريقة مميزة يقدمون بها أفكارهم تجعل الآخرين ينجذبون إليها، كما أن الثقة بالنفس تجعل صاحبها يحترم الآخرين ويتقبل آرائهم مها كان مختلفاً معهم.
فهم لغة الجسد
تمثل لغة الجسد نسبة كبيرة في عملية التواصل، لذلك فهم الإشارات والإيماءات المختلفة يعد من المهارات الواجب تعلمها من أجل إدراك ما يقوله المتحدث في حالة استخدامه هذه الإشارات، كما أن تعلم لغة الجسد يجعلك قادراً على استخدامها وقت الحاجة للتعبير عما تقوله بطريقة واضحة تجعل المتلقي يفهمها بسهولة.
السيطرة على التوتر
التوتر قد يفسد عملية التواصل الفعال ويهدم العلاقات بين الأشخاص، إذ أن التوتر يجعل المتحدث يقول كلاماً غير لائق ويقع في أخطاء كثيرة قد يندم عليها لاحقاً، لذلك من الضروري التحكم في الغضب والتوتر والابتعاد عن الأفكار السلبية أثناء الحديث من خلال خفض صوتك أو الصمت إذا استدعى الأمر ذلك والتنفس بهدوء والابتعاد عن المكان.
نصائح لتطوير مهارات التواصل
- تحدث بذكاء:- الحديث هو لغة التواصل بين الآخرين، ولكي تبني حوار فعال ومستمر يجب عليك أن تتحدث بذكاء من خلال استخدام العبارات الجيدة والتحدث في الأمور المشتركة بينك وبين الطرف الآخر واستخدم التسلسل وعدم التفرع لأفكار جانبية في حوارك لضمان حوار متواصل غير متقطع.
- اخفض نبرة صوتك:- أثناء حديثك مع الآخرين يجب أن تراعي ألا تكون نبرة صوتك عالية وخاصة إذا كنت تتحدث مع أشخاص أكبر منك سناً فالصوت المنخفض هنا يدل على احترامك له، كما أن الكثير من الأشخاص ينفرون من الصوت العالي إذ أنه يسبب مزيداً من التوتر والضوضاء في المكان.
- كن لبقاً في حديثك:- لاشك أن التحدث بطلاقة أمام الناس دون تقطيع أو همهمة من مهارات التواصل الفعال، كما يجب مراعاة ألا تتحدث سريعاً لأن ذلك قد يجعلك غير قادر على إلقاء جمل وعبارات صحيحة مما يجعل الطرف الآخر يجد صعوبة في فهم حديثك ويجعل رتامة الحوار مملة.
- اجعل الحديث متبادلاً:- يعتمد الحوار الفعال على الحديث المتبادل بين الأطراف، لذلك يجب عليك الابتعاد تماماً عن ترأس الحديث ومحاولة السيطرة على الآخرين في الحوار، بل يجب إعطاء الآخرين فرصة للحديث ومناقشتك من خلال طرح الأسئلة واطرح أنت أيضا الأسئلة ليجيب عليها فإن ذلك الأمر قد يخلق حوار متبادل مثمر وفعال.
- قدم ملاحظاتك للآخرين:- في حالة الحديث عن أمر معين تمتلك فيه خبرة أكثر من الشخص المتحدث يمكنك تقديم ملاحظاتك ومساعدته ونقل خبرتك الشخصية إليه، ولكن يجب مراعاة تقديم ملاحظاتك بطريقة لائقة وسليمة تجعل الطرف الآخر يتقبلها بصدر رحب ويسعد من تقديم مساعدتك له ويستمع لنصيحتك.
- تجنب الحشو في حديثك:- قد قيل سابقاً خير الكلام ما قل ودل، لذلك من الجيد أن تختار الكلمات الهادفة والواضحة لتوصيل أفكارك بصورة واضحة وبسيطة يمكن فهمها من قبل الطرف الآخر، وتجنب الحشو بين الكلمات والكلام الفارغ، كما يجب أن تصمت قليلاً بين الجمل.
- كن مستمعاً جيداً:- يجب أن تنتبه جيداً وتصغي للشخص الذي يتحدث معك وتتفاعل مع حديثه، ويتم ذلك من خلال الابتعاد عن أي شئ يشغلك عن المتحدث ولاسيماً الهاتف الذي لا نتركه من أيدينا، كما يمكنك أيضا استخدام تعبيرات الوجه والإيماءات التي توضح اهتمامك وإنصاتك للحديث مما يجعل المتحدث يشعر بأنك مهتم بحديثه ومقدراً له.
- لا تكن مصطنعاً في حديثك:- التصنع من الأمور السيئة في التعاملات ويجعل الحديث به نوع من النفاق والكذب، وقد يشعر الطرف الآخر بعدم الارتياح والاطمئنان في الحديث معك، كما أن الكثير من الأشخاص لديهم القدرة على كشف هوية المتحدثين سواء كانوا يتحدثون الحقيقة أم يصطنعون من أجل التكبر والتعالي.
في الختام: مهارات التواصل الفعال ضرورية من أجل إقامة علاقات احتماعية بناءة يمكنك من خلالها النجاح في حياتك الشخصية والعملية والوصول إلى تحقيق أهدافك.
Comments are closed.