تتشكل حياة الإنسان من مجموعة سلوكيات متكررة يفعلها تحت مسمى العادة، والعادات الإيجابية هى تلك السلوكيات التي تساعد صاحبها ليحقق حياة أفضل وأكثر سعادة.
واكتساب عادات إيجابية تبني عقلية فريدة ومتفتحة ويتحقق ذلك عندما تركز هدفك على السلوكيات التي يمكنك إجراء التغيير فيها من خلال إتباع خطط جيدة والسعي في تنفيذها.
قد يبدو للبعض أن تغيير السلوك أمر صعب ويكاد يكون مستحيل، ولكنه اعتقاد خاطئ فإن تغيير سلوك ليس بهذا التعقيد فكل ما يحتاجه الشخص هو تطوير عادات صغيرة تتلائم مع حياته.
لماذا نحتاج إلى اكتساب العادات الإيجابية؟
تلعب العادات اليومية دوراً هاماً في حياة الأشخاص، فقد تتشكل الحياة من مجموعة سلوكيات ومهام متنوعة يتم تنفيذها يومياً وقد تتطلب هذه المهام قدراً كبيراً من الطاقة والتركيز.
ونتيجة لهذه المهام الكثيرة قد نشعر بالإرهاق وعدم القدرة على إنجازها كاملة، ومن هنا يأتي دور العادات والذي يتمثل في تدريب الدماغ البشري على اختيار المهام المحددة دون تفكير.
ولسوء الحظ أن الدماغ البشرية لا تستطيع التمييز بين العادات الإيجابية والعادات السلبية، فهو يعمل بناء على أن كل شئ يتكرر يصبح عادة وروتين يتم ممارسته مع مرور الوقت بدون تفكير.
ومما لا شك فيه أن الالتزام بالعادات الإيجابية له دور مميز في تحسين جودة الحياة إذ أنها تعمل على:-
1. تحسين الصحة الجسدية والنفسية
عندما تبدأ في الالتزام بالعادات الصحية الجيدة مع مرور الوقت سوف تشعر أنك بصحة أفضل، ومن أهم العادات الصحية التي يجب الالتزام بها هى إتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، الابتعاد عن التدخين، وضبط توقيت النوم.
كما يمكنك الشعور بتحسن الحالة النفسية عند إتباع بعض العادات الجيدة التي تساعدك في تنظيم وإدارة وقتك وإنجاز مهامك اليومية، تلك المهام التي من الممكن أن تسبب الضغط والتوتر الشديد في حالة عدم إنجازها.
2. بناء الثقة بالنفس واحترام الذات
القدرة على الالتزام بالعادات الإيجابية في وسط الكثير من الإغراءات والمشتتات يساعدك بشكل كبير في زيادة ثقتك بنفسك واحترام ذاتك وتقديرها بأنها تستطيع تحقيق الصعاب ومواجهة تحديات الحياة.
3. الوصول سريعاً إلى أهدافك
النجاح وتحقيق الأهداف يتطلب عادات جيدة تلتزم بها مثل تنظيم مهامك الصغيرة وإنجازها دون التوقف كثيراً عند المشتتات فقد يساعدك ذلك مع مرور الوقت في الوصول إلى هدفك المطلوب في التوقيت المحدد له.
أفضل العادات الإيجابية التي يجب اكتسابها
كل فعل وسلوك يقودك إلى التغيير وحياة أفضل هو بمثابة عادة إيجابية، ومن أبرز تلك العادات الإيجابية التي تؤثر على حياتك ما يلي:-
- ممارسة الامتنان والشكر لله وللآخرين يومياً.
- ممارسة الرياضة بانتظام حتى لو 30 دقيقة يومياً.
- تخصيص وقت محدد للتأمل والهدوء بعيداً عن الضجيج.
- التفكير بإيجابية والابتعاد عن السلبية والإحباط.
- التبسم بشكل دائم لأكبر قدر من الأشخاص المحيطين.
- الالتزام بالنوم المبكر ثم الاستيقاظ في الصباح الباكر.
- النوم بشكل كاف ( 6-8 ساعات يومياً ).
- ترتيب مكان إقامتك وتنظيم أغراضك التي تستخدمها.
- وضع الخطط اليومية، الأسبوعية، الشهرية، والسنوية.
- تقييم هذه الخطط باستمرار وإضافة بعض التعديلات إذا لزم الأمر.
- التخطيط الجيد لليوم وتنظيم المهام حسب أولوياتها.
- التنظيم الجيد وإدارة الوقت لإنجاز المهام اليومية.
- تناول طعام صحي وإتباع نظام غذائي جيد.
- الابتعاد عن الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية.
- التقليل من المنبهات والمشروبات التي تحتوي على كافيين.
- إدخار المال والانفاق منه بطريقة محكمة دون تبذير.
- استثمار الأموال في مشروعات تحقق ربح وعائد جيد.
- أيضا استثمار وقت الفراغ في أشياء مفيدة.
- ضع خطة جيدة لتطوير نفسك باستمرار وتنمية شخصيتك.
- حاوط نفسك بالأشخاص الإيجابيين وابتعد عن السلبيين.
قد تستطيع القيام بتلك العادات الإيجابية بشكل مفرد، لكن التحدي الأكبر هو القيام بها مجمعاً لكي تحصل على التغيير الإيجابي في نمط وروتين حياتك اليومية ومن ثم تتمكن من الحصول على التغيير في كافة جوانب الحياة سواء الشخصية أو العملية.
تذكر دائماً أن الأشخاص الناجحين والقادرين على تحقيق أهدافهم لم يُولدوا هكذا، بل أرادوا الوصول إلى النجاح من خلال تغيير نمط حياتهم الذي يتشكل من عادات وسلوكيات تؤثر عليهم بشكل إيجابي.
ويمكنك أنت أيضا أن تصبح ناجحاً وتحقق أهدافك من خلال تكوين عادات إيجابية تساعدك على التغيير الجيد.
خطوات بناء العادات الإيجابية
1. تحديد هدف واضح
لا شك أن وضع أهداف واضحة، محددة، قابلة للقياس والتحقيق يعد الخطوة الأولى لبناء أي عادة جديدة، لذلك يجب عليك أن تحدد هدفك وراء بناء العادة، فعلى سبيل المثال بدلاً أن تقول سوف أمارس الرياضة بانتظام يجب أن تقول سوف أمارس الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً، أن تجعل هدفك واضحاً هو الأساس الذي ترتكز عليه العادة.
2. وضع خطة تفصيلية
بعد تحديد هدفك، يأتي دور التنفيذ، والعشوائية لا تحقق أهداف، لذلك يجب عليك وضع خطة تفصيلية لبناء العادة وتتضمن هذه الخطة تحديد وقت معين لفعل العادة والالتزام به، فعلى سبيل المثال تضع خطتم بأن تمارس رياضة الجري الساعة السابعة صباحاً لمدة 30 دقيقة وتنتهي منها الساعة السابعة ونصف، وهكذا، كما يمكنك تحميل التطبيقات التي تراقبك في بناء عاداتك مثل تطبيق Habitica وتطبيق Habit 360.
3. اجعل التكرار ممتعاً
ليس من السهل أن يتقبل دماغك التغيير الذي يطرأ عليه، حيث أنه يميل دوماً إلى السهولة والتكرار دون تمييز إذا كانت عادة جيدة أو سيئة، لذلك عند بناء عادة جديدة قد تجد الكثير من الإغراءات التي تعوق فعلك للعادة ولكن يمكنك تحدي ذلك من خلال التمتع ببمارسة تلك العادة، فعلى سبيل المثال يمكنك الاستماع لبرنامجك المفضل أثناء ممارسة الرياضة.
4. تعزيز العادات المرنة
في مرحلة اكتساب عادة إيجابية جديدة يجب أن تدرك اعتماد بعض التغييرات في روتين حياتك، لذلك يجب عليك أن تسعى إلى أفضل خطة تساعدك على بناء العادة، كما أنه يجب أن تكون مرناً في عاداتك حتى تستطيع تحقيق ما تريده وتتمكن من تخطي كل العوائل والمشتتات التي من الممكن أن تعترض طريقك.
5. كافئ نفسك
الحافز من أهم خطوات بناء العادات وهو ما يدفعك إلى الاستمراية، لذلك يجب عليك مكافئة نفسك باستمرار عند تحقيق أي إنجاز حتى إن كان صغيراً في طريق بناء العادة، فعلى سبيل المثال يمكنك مكافئة نفسك بالخروج في نزهة صغيرة مع أصدقائك إذا التزمت في ممارسة الرياضة يومياً لفترة محددة وليكن أسبوع ثم شهر وهكذا إلى أن تصبح تلك العادة روتين يومي .
6. ابحث عن الدعم
لا يمكن التغاضي عن أهمية هذه الخطوة في بناء العادات الإيجابية، حيث أنه من المتعارف عليه أن العادة هى سلوك يمكن اكتسابه بمساعدة الكثير من العوامل والتي من أبرزها البيئة المحيطة، لذلك يمكنك مشاركة الأهل أو الأصدقاء بالعادة التي ترغب اكتسابها حتى تحصل على الدعم والتشجيع المستمر من خلاله.
كما يمكنك أيضا اللجوء إلى مصادقة الأشخاص الذي يمارسون تلك العادة، فعلى سبيل المثال يمكنك الاشتراك في نادي رياضي من أجل ممارسة الرياضة والتعرف على أصدقاء جدد يمارسون نفس الرياضة من أجل التشجيع على الاستمرار دائماً.
في الختام عزيزي القارئ بناء العادات الإيجابية من الأشياء الضرورية التي تستحق منك بذل المزيد من الوقت والجهد لاكتسابها، إذ أنها حتماً ستعود إليك بالنفع والفائدة سواء على المدى القريب أو البعيد، لذلك لا تستسلم للحظات اليأس وفقدان العزيمة في الاستمرار والالتزام فالأمر يستحق التجربة.
Comments are closed.