بدأ انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بمواقع السوشيال ميديا من أجل تسهيل عملية التواصل بين الآخرين وذلك نظراً للإيقاع السريع للحياة الذي نشهده في عصرنا الحالي، فأصبح بإمكان أي شخص التواصل مع غيره في أي وقت ومكان.
ولكن مع هذا الانتشار الغير مسبق لمواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما بعد ظهور الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب اللوحية التي أدت إلى سهولة استخدام هذه المواقع نتيجة لسهولة حملها مع صاحبها والتنقل بها بشكل دائم، ظهر نوع جديد من الإدمان وهو إدمان السوشيال ميديا.
حيث أنه ظهرت أجيال مختلفة من الأطفال والشباب الذين لا يدركون قيمة الوقت ويقضون معظم أوقاتهك على منصات السوشيال ميديا لدرجة عدم القدرة على البعد والتخلي عن هذه الهواتف الذكية واستخدام الإنترنت وكان لذلك مردود سلبي على هذه الأجيال.
وإيماناً منا بخطورة إدمان السوشيال ميديا وتأثيرها السلبي على حياة الكثير من الأشخاص المدمنين نقدم لك الخطوات العلمية والفعالة للتغلب على هذا الإدمان والرجوع إلى الحياة الطبيعية الواقعية.
ما هو إدمان السوشيال ميديا؟
يعد إدمان السوشيال ميديا سلوك قهري ترغم الشخص على استخدام منصات التواصل الاجتماعي بصورة مفرطة ومبالغ فيها، ومثال ذلك قد يقضي الشخص المدمن للسوشيال ميديا أغلب الوقت في تصفح التحديثات ومراقبة حساباته المتنوعة وتتبع عدد نقرات الإعجاب والتعليقات على المنشورات الخاصة به.
ليس ذلك فقط بل قد يصل الأمر لدى بعض الأشخاص إلى أنه يستيقظ من نومه مع كل إشعار يصل إليه من خلال الهاتف ويتفاعل مع هذه الإشعارات أثناء نومه، وقد يصاب هذا النوع من الأشخاص بالقلق المفرط وفي حالة عدم السيطرة على هذا الوضع قد تظهر عليه أعراض الاكتئاب.
قد يرجع إدمان السوشيال ميديا إلى أن دماغ المستخدم لمنصات التواصل الاجتماعي تفرز كمية صغيرة من الدوبامين وهو الهرمون المسئول عن السعادة والرضا، فمع كل إشعار يصل للمستخدم يفرز الدوبامين تلقائياً ويجعله متحمساً وهذا ما يجعل الشخص ينتظر التفاعلات على منشوراته.
أسباب إدمان مواقع السوشيال ميديا
يوجد الكثير من الأسباب والمحفزات لإدمان مواقع السوشيال ميديا والتي من أبرزها:-
- الشعور بالوحدة والتعرض للخذلان من الأهل والأصدقاء.
- الرغبة في الابتعاد عن التعامل مع الآخرين بالحياة اليومية.
- وجود الكثير من أوقات الفراغ وعدم استغلالها في أشياء مفيدة.
- التطلع إلى لفت انتباه الآخرين ومحاولة إظهار النفس.
- الحصول على السعادة والرضا من تعليقات الآخرين ورسائلهم.
- الغيرة والمنافسة مع الآخرين والتطلع إلى إظهار نفسك أفضل منهم.
- الرغبة في مراقبة الآخرين وما يتشاركونه حول حياتهم الشخصية.
- التعرض للكثير من المشاكل الحياتية والهروب منها بالسوشيال ميديا.
- البطاقة وعدم توافر فرص العمل تؤدي للاحباط وقضاء الوقت على السوشيال ميديا.
- قد يلجأ البعض إلى طلب التواصل الاجتماعي ودعم الآخرين في الظروف الصعبة والسيئة.
- أيضا يعتبر البعض أن مواقع التواصل الاجتماعي هى ساحة واسعة للتعبير عن أرائهم وأفكارهم.
مظاهر إدمان السوشيال ميديا
لمعرفة إذا كنت مدمن لمواقع السوشيال ميديا يمكنك مراقبة هذه العلامات التالية:-
- قضاء الكثير من الوقت فيما يتخطى أكثر من ساعة يومياً على منصات السوشيال ميديا.
- اللجوء إلى الهاتف وتصفح منصات التواصل الاجتماعي المختلفة في أي وقت وبدون هدف محدد.
- تصفح مواقع السوشيال ميديا مباشرة عند الاستيقاظ والخلود إلى النوم مما قد يسبب الخمول والقلق.
- الإفراط في مشاركة كل يومياتك على تلك المواقع والتفاعل المستمر مع الأصدقاء والمتابعين والأحداث المتنوعة.
- الهرب من المشاكل اليومية التي يتعرض إليها الخص في حياته باللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي بدلاً من حلها.
- قد يتأثر الأداء التعليمي، المهني والاجتماعي لدى الأشخاص المدمنين للسوشيال ميديا.
- تبدأ الإصابة ببعض الآثار الجسدية المتمثلة في إجهاد العين وإصابات العمود الفقري وظهور السمنة لعدم الحركة كثيراً.
- وتظهر أيضا بعض الآثار النفسية المتمثلة في أعراض القلق، الاكتئاب، مقارنة النفس مع الآخرين والشعور بعدم الرضا.
- ويبدأ مدمن السوشيال ميديا في الانسحاب من الحياة الاجتماعية والواقعية تدريجياً وتغيب الحوار بينه وبين الآخرين.
خطوات التخلص من إدمان السوشيال ميديا
يمكنك التخلص من إدمان السوشيال ميديا من خلال إتباع الخطوات التالية:-
1. الاعتراف بخطورة المشكلة
يجب في البداية أن تدرك مدى خطورك تواجدك على منصات السوشيال ميديا لفترة طويلة، فإذا كنت تقضي 4 أو 5 ساعات أو أعلى من ذلك يومياً فإنت في حالة الإدمان.
كما أنه إذا لاحظت تغيرات طرأت على حياتك اليومية وبداية وجود مظاهر وعلامات إدمان مواقع السوشيال ميديا التي تم ذكرها مسبقاً فبذلك تصنف من الأشخاص المدمنين للسوشيال ميديا.
إدارك خطورة الإدمان ليس كافياً بل يجب أن تتطلع إلى الآثار الإيجابية التي يمكن أن تحصل عليها في حياتك الشخصية والاجتماعية في حالة التخلص من هذا الإدمان.
2. عزم النية للقضاء على الإدمان
دوماً نسعى إلى حياة أفضل وأكثر سعادة، ولن يتحقق ذلك في وجود إدمان السوشيال ميديا وقضاء أغلب الوقت عليها دون جدوى وما هى إلا إهدار للوقت.
لذلك اعقد النية الصادقة والإصرار للتخلص من إدمان مواقع التوصل الاجتماعي والعودة مرة أخرى إلى حياتك الطبيعية والواقعية والعمل على تحقيق أهدافك التي تحقق لك سعادة حقيقية.
3. التنظيم الجيد للوقت
لا يمكنك التخلص من إدمان السوشيال ميديا مرة واحدة ولكن قد يتم ذلك الأمر تدريجياً من خلال تقليل عدد الساعات اليومية التي تقضيها على تلك المواقع شيئاً فشيئاً.
قد تجد صعوبة في البداية ولكن يجب عليك إدراك أن هذا أمر طبيعي يحتاج مزيد من الصبر والإصرار ثم يصبح أمراً سهلاً، ويمكنك السيطرة على ذلك من خلال تنظيم وقتك كتالي:-
- تخصيص وقت محدد للتصفح على مواقع السوشيال ميديا.
- التخلص من عشوائية الدخول على تلك المواقع بدون جدوى.
- تخصيص يوم واحد في الأسبوع بعيد عن السوشيال ميديا نهائياً.
4. استثمار أوقات الفراغ
وجود الكثير من أوقات الفراغ في حياتك اليومية قد يهيأ لك اللجوء إلى التصفح على منصات السوشيال ميديا ومتابعة أخبار الآخرين لإنهاء هذا الوقت الفارغ.
ولكن الوقت هو الحياة وأعظم ما يقدمه الإنسان لنفسه هو أن يستثمر وقته في أشياء مفيدة وفعالة تعود إليه بالمنفعة بدلاً من إضاعتها بلا جدوى ثم بعد ذلك يندم على هذا الوقت.
يمكنك استثمار وقتك في متابعة مختلف الكورسات على منصات التعلم الذاتي، كما يمكنك أيضا تعلم مهارة جديدة والربح منها، ويمكنك أيضا استغلال أي موهبة لديك وتنميتها.
5. تعطيل الإشعارات
قد ذكرنا مسبقاً أن إدمان السوشيال ميديا هو سلوك قهري يجعلك تفقد السيطرة على ردود أفعالك، لذلك في حالة العمل أو الانغماس في شئون الحياة اليومية يجب عليك تعطيل إشعارات مواقع التواصل الاجتماعي.
يتم ذلك من خلال إغلاق الإنترنت عن الهاتف أو التحكم في إعدادت كل حساب، كما توجد أيضا بعض التطبيقات التي تساعدك في تعطيل الإشعارات مثل: تطبيق Moment وتطبيق AppBlock وغيرها من التطبيقات الأخرى.
في الختام عزيزي القارئ نحن نعيش الحياة مرة واحدة لذلك لا داعي أن تنشغل بالحياة المزيفة وراء شاشة الهاتف وانشغل بحياتك الواقعية وصمم روتين يومي جيد وناجح يساعديك في النهاية إلى تحقيق أهدافك والحصول على السعادة الحقيقية ليست السعادة الكاذبة المتخفية في السوشيال ميديا.
Comments are closed.