الذكاء الاصطناعي في الطب: ابتكارات جديدة
تأثير الذكاء الاصطناعي في الطب لم يعد أمرًا مستحيلًا أو مستقبليًا، بل أصبح واقعًا نعيشه اليوم في الرعاية الصحية من التشخيص إلى العلاج، ومن إدارة المستشفيات إلى تطوير الأدوية.
فالذكاء الاصطناعي (AI) يوفر إمكانيات هائلة لدعم الأطباء، وتحسين دقة التشخيص، وتوفير رعاية صحية شخصية وفعالة، تنقذ الأرواح وتقلل التكاليف.
متى بدأ الذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة؟
شهد الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في المجال الطبي مع بداية القرن الحادي والعشرين.
وذلك حين بدأت تكنولوجيا الحوسبة والبيانات الضخمة والتعلم الآلي في التطور بشكل متسارع.
ومع تزايد إدراك قدرته على تحسين دقة التشخيص، وتقديم رعاية شخصية، وتعزيز كفاءة العمليات.
تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى عنصر أساسي في نظم الرعاية الصحية الحديثة.
تشير التقديرات إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية الذي بلغ نحو 11 مليار دولار في 2021، من المحتمل أن يقفز إلى 187 مليار دولار بحلول عام 2030، مما يعكس حجم التحول المتوقع في هذا القطاع الحيوي.
أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب
الذكاء الاصطناعي يسرع مراحل اكتشاف وتصميم الأدوية، مما يوفر الوقت والتكلفة، خاصة في المراحل ما قبل السريرية والتجارب السريرية.
كما أنه يستخدم لاختيار المرضى المناسبين للتجارب بدقة باستخدام تقنيات مثل معالجة اللغة الطبيعية (NLP).
وهناك أنظمة ذكية تدير رعاية المرضى وتتابع حالتهم خارج أوقات الزيارة، مثل: Suki وMedWhat .
وأنظمة تعتمد على التعلم الآلي لتحليل الأشعة والسجلات الطبية لتقديم تشخيص دقيق وسريع لأمراض مختلفة.
كما توجد خوارزميات للجرعات تساعد في ضبط كمية الدواء المناسبة خاصة للأمراض المزمنة، مما يقلل من الآثار الجانبية والأخطاء القاتلة.
القدرة على تصميم خطط علاجية مخصصة لكل مريض بناءً على بياناته الجينية ونمط حياته، كما هو الحال في شراكة “هيلث آت سكيل” مع “وول مارت”.
بالإضافة إلى ذلك يوفر الذكاء الاصطناعي تشخيصات أكثر دقة وسرعة في حالات السرطان، كما يتم الاعتماد عليه في تحديد استجابة الورم للعلاج واقتراح خطط علاجية فردية.
مثل: PanCancer Detect وProstate Detect من شركات مثل Paige وIbex Medical.
أبرز التحديات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي
مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب، ظهرت بعض التحديات الأخلاقية والتنظيمية المرتبطة بهذه التقنية الحساسة منها:
حماية الخصوصية وأمان البيانات، فقد تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على جمع كميات ضخمة من البيانات الصحية، فتظهر مخاوف من بعض المستخدمين من تسريب المعلومات أو استخدامها بطرق غير مشروعة.
لذلك لا بد من وضع ضوابط صارمة لحماية بيانات المرضى.
ضمان سلامة المرضى ودقة التوصيات من خلال تدريب الخوارزميات بشكل دقيق على التعرف على الأنماط الطبية.
كما يجب تدريبها على فهم العلاقة بين الأعراض والعلاجات المختلفة، لتجنّب التوصيات الخاطئة التي قد تؤثر على حياة المرضى.
دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع نظم تكنولوجيا المعلومات الموجودة في المستشفيات قد يكون معقدًا.
لذلك فهو يحتاج إلى خبرات تقنية عالية لضمان التشغيل السلس وعدم التأثير على سير العمل.
من أجل اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، يجب أن يشعر الأطباء بالاطمئنان إلى أن هذه الأنظمة تقدم نتائج موثوقة.
وهو ما يتطلب شفافية في كيفية اتخاذ القرار والاعتماد على بيانات طبية دقيقة ومحدثة.
لا يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي في بيئة الرعاية الصحية دون توافقه مع التشريعات الفيدرالية والمحلية، وخاصة فيما يتعلق بسلامة المرضى وحقوقهم.
ضرورة تثقيف الأطباء
رغم التقدم الكبير الذي يشهده الذكاء الاصطناعي في الطب، ما زال الكثير من الأطباء لا يدركون حول كيفية استخدامه بشكل فعّال.
فمعظم من يعملون في القطاع الصحي لم يتلقوا تدريبًا أكاديميًا على الذكاء الاصطناعي خلال دراستهم، مما يجعلهم لا يعتمدون عليه في ممارساتهم اليومية.
ومع تزايد اعتماد المستشفيات على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري تثقيف الأطباء والعاملين في الرعاية الصحية حول هذه التقنيات.
ليس فقط لفهم طريقة عملها، بل أيضا لاستخدامها بشكل آمن وفعال يخدم مصلحة المريض.
Comments are closed.