مؤخرًا برز الذكاء الاصطناعي والروبوتات كقوتين رئيسيتين تعيدان تشكيل: كيفية العمل، التفكير فلم يقتصر الأمر على مجرد أدوات مساعدة في إتمام الأعمال.
بل صار أيضًا له دور في المنزل وفي كل مكان فهما من التقنيات التي أصبحت جزء أساسي من المجتمع والتي تساعد على صنع مستقبل أكثر كفاءة وابتكار.
الذكاء الاصطناعي والروبوتات: من المنتصر؟
الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الحاسوب يهدف إلى إنشاء أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاء بشري.
فهو قدرة الآلات على محاكاة القدرات المعرفية البشرية فيسعى إلى تمكين الحواسيب والآلات من إظهار المنطق والقدرات الشبيهة بالإنسان.
أما الروبوت فهو آلة مصممة لأداء مهام محددة بشكل تلقائي أو شبه تلقائي، وغالبًا ما تستخدم في بيئات تتطلب الدقة والسرعة.
وِعند السؤال عن من منهما المنتصر؟ فلا توجد منافسة فعلية بينهما؛ فالعلاقة بينهما تكاملية بامتياز.
فالذكاء هو العقل المدبر والبرمجيات التي تمنح الروبوت القدرة على التفكير، التعلم، واتخاذ القرارات.
أما الروبوتات فهي الأجسام المادية التي تنفذ هذه القرارات وتتفاعل مع العالم الحقيقي، فبدون الـ AI تكون الروبوتات مجرد آلات
تؤدي مهام مبرمجة مسبقًا دون فهم أو مرونة.. والعكس بدون الروبوتات يظل الـ AI محصور في العالم الافتراضي.
وغير قادر على تطبيق قدراته المعرفية في البيئة المادية؛ لذا فإن تطورهما يسير جنبًا إلى جنب وكل منهما يعزز قدرات الآخر.
اقرأ أيضًا: كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في التسويق
الاختلاف بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات
على الرغم من العلاقة القوية بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إلا أن هناك اختلافات تميز كل منهما، وهي:
الفرق الأساسي يكمن في طبيعة كل منهما فالذكاء الاصطناعي هو برنامج يتكون من مجموعة من الخوارزميات والنماذج الحاسوبية؛
التي تمكن الآلات من محاكاة القدرات المعرفية البشرية، فهو غير موجود ماديًا بل يعمل على أجهزة الحاسوب.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يوجد في السحابة، أو على خوادم، أو حتى في أجهزة محمولة، ويتمثل دوره في معالجة البيانات، التعلم، واتخاذ القرارات.
بينما الروبوتات مادية وملموسة، فهي آلات ميكانيكية تتكون من أجهزة استشعار، ومحركات، وهياكل مادية تمكنها من التفاعل مع العالم الحقيقي.
فيمكنها التحرك، التلاعب بالأشياء، والإحساس بالبيئة المحيطة بها، ويمكن اعتبار الروبوتات بمثابة المظهر المادي للذكاء الاصطناعي؛
حيث تسمح للأنظمة الذكية بالتفاعل المباشر مع العالم والتأثير عليه.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والعلاقة بينهما
العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات
الذكاء الاصطناعي والروبوتات ليسا منفصلين يتنافسان، بل هما تقنيتان متكاملتان تعزز إحداهما الأخرى.
فيمثل الذكاء الاصطناعي العقل الذي يوجه الجسد وهو الروبوت، فبينما توفر الروبوتات القدرة المادية على التفاعل مع العالم الحقيقي؛
يزودها الـ AI بالقدرات المعرفية اللازمة لأداء مهام معقدة والتكيف مع البيئات المتغيرة، فيمكنه أن يمكّن الروبوتات من:
1- الإدراك والفهم
باستخدام تقنيات الرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة الطبيعية يمكن للروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي فهم بيئتها.
كذلك التعرف على الأشياء والأشخاص، وتفسير الأوامر الصوتية أو النصية.
2- التعلم والتكيف
من خلال التعلم الآلي والتعلم العميق تستطيع الروبوتات التعلم من التجارب السابقة.
كما تتمكن من تحسين أدائها بمرور الوقت، والتكيف مع الظروف الجديدة دون الحاجة إلى إعادة برمجة يدوية.
3- اتخاذ القرارات المستقلة
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمنح الروبوت القدرة على تحليل البيانات واتخاذ قرارات منطقية في الوقت الفعلي.
مما يسمح لها بالاستجابة للمواقف غير المتوقعة والتعامل معها بفعالية.
4- التخطيط والتنقل
تمكن تقنيات الـ AI الروبوت من تخطيط مساراتها، وتجنب العوائق، والتنقل في بيئات معقدة، سواء كانت مستودعات صناعية أو منازل سكنية.
5- التفاعل البشري الطبيعي
بفضل الـ AI يمكن للروبوتات التفاعل مع البشر بطرق أكثر طبيعية، من خلال التعرف على المشاعر.
كذلك فهم النوايا والاستجابة بشكل مناسب، مما يفتح أبواب جديدة في مجالات الخدمة والرعاية.
<p><p>أخيرًا الذكاء الاصطناعي والروبوتات ليسا خصمين يمكن أن ينتصر أحدهما على الآخر؛ بل هما شريكان أساسيان في بناء مستقبل أكثر ذكاءً وكفاءة.
فالـ AI يمنح الآلات القدرة على التفكير والتعلم، بينما تمنحه الروبوتات القدرة على التفاعل المادي مع العالم.
وهذا التكامل يوفر فرص غير محدودة للابتكار في جميع جوانب الحياة، من الصناعة والرعاية الصحية إلى التعليم والخدمات اليومية.
Comments are closed.