الواقع الافتراضي هو تقنية تخلق بيئة رقمية تفاعلية وغامرة تحاكي الواقع الحقيقي أو تصور عوالم خيالية. باستخدام أجهزة خاصة مثل النظارات وسماعات الرأس وأحيانا القفازات أو أجهزة الاستشعار الحركية، يتم فصل المستخدم عن العالم الحقيقي وإدخاله إلى هذا العالم الافتراضي.
ببساطة هو وسيلة لخداع حواسك، وخاصة حاستي البصر والسمع، لجعلك تشعر وكأنك موجود بالفعل في مكان آخر، سواء كان هذا المكان نسخة طبق الأصل من مكان حقيقي أو عالمًا تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الحاسوب ويلهمك بشعور الانغماس فيما يعني بالتواجد داخل البيئة الافتراضية.
أيضا يمتلك القدرة على التأثير في البيئة الافتراضية والتفاعل مع العناصر الموجودة فيها وإنشاء عوالم وتجارب لا تتحقق في الواقع. بعرض صور مجسمة ثلاثية الأبعاد لكل عين على حدة لشعورك بالعمق والواقعية كما يوفر وحدات تحكم يدوية تسمح بالتفاعل مع العناصر مثل التقاط الأشياء أو الضغط على الأزرار أو الإشارة.
أقرأ أيضا : كيف تؤثر التكنولوجيا الحديثة علي حياتنا اليومية؟
أنواع الواقع الافتراضي :
1. الواقع الافتراضي غير الغامر الذي يكون في المستخدم على علم بالبيئة المادية الحقيقية المحيطة به لأن التفاعل مع العالم الافتراضي يتم من خلال شاشة ولوحة مفاتيح أو فأرة أو وحدات تحكم تقليدية.
مثل ألعاب الفيديو التقليدية التي تعرض عوالم ثلاثية الأبعاد على شاشة ومن أهم خصائصها أقل تكلفة وسهولة في الوصول ثم لا يتطلب أجهزة متخصصة بشكل كبير ويكون مستوى الانغماس والتفاعل محدود.
2. الواقع الافتراضي شبه الغامر يوفر مستوى أعلى من الانغماس مقارنة بالواقع الافتراضي غير الغامر ويستخدم شاشات عرض كبيرة أو قمرة قيادة محاكاة لخلق شعور أكبر بالانغماس البصري.
مثل محاكيات الطيران والقيادة التي تستخدم شاشات متعددة أو قمرة قيادة فعليه حتي يتواجد شعوةر أكبر بالانغماس البصري والتكلفه تكون أكثر كما أن التفاعل عبارة عن عصا التحكم في محاكاة القيادة.
3. الواقع الافتراضي الغامر بالكامل الذي يفصل المستخدم تماما عن العالم الحقيقي وإغراقه في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تفاعلية مثل الألعاب والجولات التفاعلية التي تسمح بالاستكشاف والتفاعل.
من خصائص هذا النوع أنه يشعرك بالوجود في الافتراض ومكلف نسبيا وتتفاعل بطريقه استخدام حركات الجسم لأنه يهدف إلى خداع الحواس لخلق شعور قوي بالواقعية.
كيف يعمل الواقع الافتراضي في الألعاب ؟
من خلال نظارات الواقع الافتراضي التي تحتوي علي شاشتين صغيرتين، واحدة لكل عين تعرض كل شاشة صور مختلفة حتي تخلق ما يسمي بتأثير ثلاثي الأبعاد الذي يعطيك احساس بالعمق وكأنك تعيش بداخله وتعمل العدسات الموجودة بين الشاشات وعينيك على تركيز الصورة وتوسيع مجال رؤيتك حتي يملأ بصرك بالكامل وتقطعك عن العالم الخارجي.
وجود مستشعرات تتبع حركة رأسك لأن عندما تحركها في الواقع، يتحدث المشهد المعروض في العالم الافتراضي في الوقت الفعلي لتعزيز الشعور بالوجود ويمكن بالتفاعل باستخدام يديك، مثل الإمساك بالأشياء، والتصويب، والتأشير كما يتوفر أيضا سماعات مدمجة بمعني يعني أنك تسمع الأصوات تأتي من اتجاهات مختلفة كما هو الحال في الواقع.
يتم تطوير هذه الألعاب باستخدام محركات مثل Unreal Engine و Unity لأن يتطلب تشغيلها جهاز حاسوب قوي أو جهاز ألعاب مصمم للواقع الافتراضي وقادر على معالجة الرسومات المعقدة وتوفير معدل إطارات مرتفع للحصول على تجربة سلسة ومريحة.
الواقع الافتراضي في أساليب التعليم :
يعتمد علي خلق بيئات غامرة وتفاعلية ويمكن الطلاب بتجربة المفاهيم والمواقف التعليمية بشكل مباشر وشخصي، بدلا من تلقيها بشكل نظري. حيث أنه يحاكي أماكن يصعب الوصول إليها في الفصول الدراسية التقليدية على سبيل المثال، يمكن للطلاب زيارة الأهرامات، أو استكشاف أعماق البحار، أو إجراء عملية جراحية افتراضية.
بالتالي يقوم بتحويل المفاهيم المعقدة والمجردة إلى تجارب بصرية وتفاعلية وتصميم سيناريوهات تدريبية واقعية في بيئات افتراضية آمنة وخاضعة للرقابة. هذا مفيد بشكل خاص في مجالات مثل الطب (التدرب على العمليات الجراحية)، والهندسة (محاكاة تشغيل الآلات).
يستطيع الطلاب التفاعل مع العناصر الموجودة في الحياة الافتراضي سواء يالمشي، والنظر حولهم وهذه الاساليب بديله من مجرد الاستماع إلى الشرح لتطبيق المفاهيم بأنفسهم في بيئة افتراضية آمنة حتي يسهل الفهم والاحتفاظ بالمعلومات لتصحيح الأخطاء ثم التوجيه نحو الإجراء الصحيح.
نصائح عامة للتعامل بذكاء :
1. إذا كنت جديدا على الواقع الافتراضي لا تحاول الانغماس لفترات طويلة في البداية. لذلك ابدأ بجلسات قصيرة (10-15 دقيقة) وزد المدة تدريجيًا لتعتاد عليها وتتجنب الشعور بالدوار.
2. قبل البدء تأكد من أن منطقة اللعب أو التعلم الخاصة بك خالية من العوائق والمخاطر. وإبعاد الأثاث والحيوانات الأليفة والأشياء التي قد تتعثر بها أثناء الحركة في العالم الافتراضي.
3. أنظمة الواقع الافتراضي تأتي مع نظام حدود آمنة ترسم لك حدود افتراضية في محيطك الفعلي. لذلك انتبه لهذه الحدود وتجنب تجاوزها لتجنب الاصطدام بالأشياء الحقيقية وحدوث كوارث.
4. استمع إلى جسدك إذا شعرت بإزعاج مثل الغثيان، الصداع، أو إجهاد العين، توقف عن استخدامه وتأكد أن سماعة الرأس مناسبة. بشكل مريح والمسافة بين الحدقتين مضبوطة.
5. العديد من الألعاب توفر خيارات للراحة وهو الانتقال الفوري بين المواقع بدل من الحركة المستمرة. أو تقليل مجال الرؤية أثناء الحركة لتقليل الشعور بالدوار.
6. بعد الانتهاء من جلسة التعلم ناقش ما تعلمته مع زملائك لتثبيت الفهم وأدرك أنه ليس بديلا عن طرق التعلم التقليدية. بل أداة تكميلية للدراسة والتجربة بطريقة احترافية.
7. إذا كان لديك اقتراحات لتحسين تجربة التعلم بالواقع الافتراضي قم بمشاركتها مع المسؤولين. لأن يمكن أن تساعد ملاحظاتك في تطوير تطبيقات تعليمية أكثر فعالية.
Comments are closed.